اشتر تذكرتك الآن لتستمتع بأجمل الفعاليات

شراء التذاكر

مهرجانات ذات صلة

الفرقة الوطنية الأردنية


(للموسيقى والغناء والأداء الحركي)


تسعى إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون لوجود فرقة وطنية أردنية للموسيقى والغناء والأداء الحركي، تحظى ببعد مؤسسي داخل هيكلية مهرجان جرش للثقافة والفنون ووزارة الثقافة، فرقة تكون للوطن جميعه، تعكس مختلف مكوّنات مجمتعنا؛ وتبوح بمفردات وجوده الحيوية الحية النابضة بالفن والمعنى، فرقة تتنفس أحجيات البقاء، وتعبّر عن أعلى مراتب تحقيق الذات.

إن من أرقى أشكال ارتقاء الإنسان عن باقي المخلوقات، اختراعه الفنون جميعها، بالتوارث، بالابتكار، بالقديم بالجديد. وعندما كرّم الله الإنسان وحمله في البر والبحر، فإن هذا الإنسان المكرّم المتباهي بخصوصياته وأهم اختراعاته: اللغة على اختلاف أصواتها ومؤثراتها، حوّل مراكب البحر إلى منصات غناء، وحوّل فلوات البر إلى دروب حِداء.

أردنياً، وأردنياً دائماً، شكّلت الموسيقى، وشكّل الغناء، وشكّل الأداء من رقص تعبيري ودبكات شعبية ودحية وما إلى ذلك، جزءاً لا يتجزأ من إرهاصات التأسيس الأولى؛ إنه اليرغول يدوزن تبدّل الأيام، وتقلبات الدهور، والشبّابة تُشبّب فزعة الشباب لساحة الرقص والمباهاة. إنه الناي يؤنس الراعي وتشدو معه التلال. إنها الربابة تطوّع البيداء، وتموسق مرور الرَّبْع نحو ساحات الفخار، وتروّض الحروف على لسان شاعر نبطيّ. وإنها القربة تلوّنت بهويتنا لتصبح العلامة الفارقة لموسيقات جيشنا العربي. وهي برفقة الآلات جميعها، أصبحت مع اكتمال مئوية النبض والتشكّل والحضور، جزءاً من تراثنا، ورفيقة فرقنا ومطربينا وألحان وجودنا.

إنها السامر والحداء والشروقي والهجيني وقوالب الغناء الريفي جميعه، ومعه ما استجد من جديد. فرقة تجدد المرحبا يلوّح بها أهل معان للهاشميين الآتين بعناوين ثورة عربية كبرى، وتغني مع أهلنا في الكرك مرحبين مهللين للملك المؤسس، وتنغم صوت شاعر الثورة يهتف "لمن المضارب في بطون الوادي". وهي الدبكات عند أبواب المدن التي وصلها مندوب قائد الثورة، سفير الهواشم إلى بلادنا.

لم تحظ التجارب والمشاريع والتطلعات السابقة لتأسيس فرقة تحمل موروثنا وفرحنا وذاكرة آبائنا وأجدادنا، باهتمام مبني على استراتيجيات وطنية ومدونات تضبط سير عملها وإدامتها. ما يستدعي العمل على تأسيس الفرقة متسلحين بالوعي لأهمية هذه

الروافع التي من شأنها تذليل الصعاب لتمضي الفرقة حاملة على كاهلها، أولاً، نظم موروثنا الغنائي الأردني وألوانه، وما يرافقه من طقوس حركية في نغم واحد جامع مانع. ومتصدية، ثانياً، لمهمة كبرى، ألا وهي مهمة توثيق هذا الموروث ورقصاته ودبكاتة في مختلف شوارده ومناطقه وتجلياته وتلوناته وتباريح ألحانه، وأرشفته، وتوضيح تفاصيله، والتقعيد لذاكرته، وتسجيل أصول تدويناته الموسيقية. وليعمل القائمون عليها، ثالثاً، على حشد مختلف الطاقات والتخصصات بالإكسسوارات والأزياء والمكياج، وبناء قاعدة كبرى من مؤدّي ومؤديات الحركات، والعازفين والعازفات، دون إهمال فرق البراعم الكفيلة بإدامة الفرقة التي سوف تؤسس بناء على نظام أو قانون أو تعليمات، كفيلة بأن تبقى.

الموسيقى والغناء والحركات الأدائية وحدها القادرة على صهر سمات الموروث الشعبي في بوتقة واحدة. وعلى تمثل عادات المجتمعات وطقوسها بمختلف المناسبات على امتداد جغرافية الوطن. مثل تدوين لحظات استقبال المطر أو طلبه، ومسرحة مواسم الحصاد، طالعة من قلب المشهد أصوات المناجل ترجو الخير الوفير وتدوّر السنا والسنابل. وترصد فرحة المولود الجديد، وتفاصيل العرس من (فاردة وزفّة وليلة حناء وسهرة شباب والنقوط) وما إلى ذلك، وتراتيل أول الصباح على شفاه الذاهبين إلى الأمل.

إن الفرقة بما نصبو إليه، هي خير سفير يمثلنا في المناسبات المحلية والمحافل الدولية.

لكي نحقق عالميتنا في الفنون جميعها؛ في الموسيقى والغناء والرسم والنحت والرقص والدراما وغيرها، علينا أن نتمسك، بداية، بخصوصيتنا، ونلتفت لمختلف تفاصيل هذه الخصوصية، ونطورها، ونعرف أجيالنا المقبلة بها، بوصفها مصدر فخر له، وداعم لموجبات انتمائه للأرض والتاريخ والوطن.

من أصغر قرية في شموخ الجنوب تنطلق عالميتنا. من تلة في البلقاء ، من سهل في شمال الوطن، من صباحات الوادي الأخضر، من أبعد بوادينا وأطراف الصحراء.

وسعياً للوصول إلى هذه العالمية، علينا، أن نوثق أبجدية وجودنا من خلال هذه الفرقة، لتكون واجهتنا الحضارية، ومزمار فرحنا، وناقوس نهوضنا.

وانسجاماً مع التعاون الكامل مع معهد الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة باعتباره رافداً حقيقياً للمواهب والكفاءات وتنميتها وتدريبها من خلال كوادر المعهد من ذوي الخبرة والكفاءة، سنسعى الى رفد الفرقة بالكفاءات والمواهب الشابة وكذلك ايجاد برامج تدريبية متخصصة لافراد الفرقة من خلال المعهد.

 

وللحفاظ على التنوع والخروج عن الروتين والمالوف فلا بد من التركيز على ان يكون اعضاء الفرقة من مختلف الفئات العمرية وبأطوال مختلفة ومراعاة وجود كادر نسائي ضمن الكوادر الادارية والفنية في الفرقة.